بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. حكومة أخنوش تحقر لغة المغاربة




بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، اختارت حكومة رجال الأعمال تحقير لغة المغاربة، فقد اندهش كثير من المغاربة تعمد وزارة السياحة تغييب لغتهم الوطنية في رواق يؤرخ لمرحلة الدولة العلوية الشريفة. 

يحدث ذلك، في وقت كان فيه المغاربة ينتظرون من الحكومة أن تشاركهم الاحتفال بلغتهم العربية العظيمة، غير أن القنوات العمومية الممولة من المال العام اختارت تجاهل الحدث العالمي، كما تجاهلته وزارة التعليم، هذا فيما لا تتأخر القناة الثانية وهي خدمة عمومية، في تغطية ورصد كل تفاهة تتعلق بيوم الفرانكفونية أو بقممها التي لا يستفيد منها لا الوطن ولا المواطن المغربي شيئا سوى إطالة عمر التبعية اللغوية وتكريس مزيد من سيطرة لغة أجنبية غير قانونية مهددة بالاندثار في موطنها الأصلي. 

مقابل ذلك، وفي إصرار لا يمكن إلا أن يصدر عن حكومة يقودها حزب يسيطر عليه التيار الفرانكفوني، وهو حزب مقرب من "مقاولات المغرب" وهو الاتحاد الذي يرأسه شخص بدوره لا يستعمل اللغة العربية حتى في لقاءاته الصحفية عقب اجتماعات مع نقابات وتمثيليات عملية. 

إصرار الحكومة الفرانكفونية على معاكسة المطالب والحملات الشعبية الداعية إلى القطع مع لغة التخلف والانغلاق (لغة فرنسا) ، كان ظاهرا في ملصقات معرض سياحي يعمه المغاربة والأجانب من دول مختلفة بعضهم لا يعرف حتى فرنسا أين توجد، حيث اكتفت الوزارة المفرنسة بلغة فرنسا التي لم تعد تفيد حتى أصحابها الحقيقيين في بلاد الذيكة، ولو أن الوزارة كانت بالفعل تعيش في عصرنا هذا حيث التطور والانفتاح ووسائل الاتصال الحديثة، لما استعملت من الأساس اللغة الفرنسية المتجاوزة والمتهالكة كما بات عموم المغاربة يسمونها، وبدل تلك اللغة التي أمست محل سخرية المغاربة، ومحط رفض شعبي متزايد، كان الأولى اعتماد اللغة الرسمية للبلاد ولغة المغاربة إلى جانب الإنكليزية التي هي لغة العالم بأسره. 

وفي النهاية نشير إلى أن هذا التناقض الذي لا يمكن أن يصدر إلا عن حكومة المتناقضات، يأتي في وقت أعلنت فيه الأخيرة، عن خطوات "عملية" لتعميم الأمازيغية، الشيء الذي يشكك في مدى وعي الحكومة ومدى ارتباطها بالواقع المغربي، فكيف لهذا التعميم أن يتم فيما تصر نفس السلطة التنفيذية على تنفيذ سياسات الاقصاء اللغوي التي كرسها المستعمر، وكيف لحكومة أفرادها متعلقون عاطفيا بلغة بلد آخر ومجتمع آخر يختلف عن مجتمعنا ثقافيا وقيميا ولغويا وحتى دينيا، أن تهتم بلغة وطنية كانت العربية أو الأمازيغية، وفي نفس الوقت تدعم سيطرة لغة مجتمع آخر على جميع مناحي الحياة، درجة لم يعد هناك مجال لأي لغة وطنية أن تسود وأن تأخذ مكانها الطبيعي والتاريخي، هذا إذا لم تكن هذه الحكومة الفرانكفونية ترى في الفرنسية لغة رسمية للبلاد، مع أن هذا الخرق يصطدم بالدستور وأحكام القضاء التي ترفض هذا العبث وهذه الميوعة اللغوية التي تسيء إلى كرامتنا كمغاربة وتشوه سمعتنا أمام العالم.

وإذا كان الخبراء والعلماء والمفكرون أجمعوا على أن الاستعمار مهما تقوى، لن يكون بتلك الصعوبة الاستقلال عنه، فإنهم أجمعوا أيضا على أن الاستعمار الدهني والعقلي والعاطفي، يبقى الأصعب والأخطر. 






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بيان استنكاري ضد انتهاك رئيس الحكومة للسيادة اللغوية داخل البرلمان

هل يضحك الوزيران مزور وبنسعيد على المغاربة؟ رجل مع التعريب وأخرى مع الفرنسة

بيان ادانة لتصريحات مسؤول وزاري ضد جواب مزور حول اللغة الفرنسية