الجزائر تواجه النجاحات الدبلوماسية المغربية بردود فعل متشنجة

 مع توالي التأييد الدولي لمبادرة المغرب حول الحكم الذاتي كأساس واقعي لحل النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، تواصل السلطات الجزائرية ردود فعلها المتشنجّة ومواقفها التصعيدية، فبعد قرار إعلان إيقاف التبادلات التجارية مع إسبانيا، أصدرت قراراً بمراجعة أسعار الغاز، فيما يبدو أنه ردٌّ على تصدير مدريد للغاز نحو المغرب.



واتهمت الحكومة الإسبانية، بحر الأسبوع الماضي، الجزائر بوقف التبادلات التجارية الثنائية في اتجاه واحد وبشكل شبه كامل باستثناء الغاز، في قرار اعتبره الاتحاد الأوروبي انتهاكا لقانون التجارة مع الاتحاد.


الخبير في العلاقات الدولية، حسن بلوان، اعتبر بأنّ التهديد الجزائري اتجاه اسبانيا وبعض دول الاتحاد الأوربي، بدأ بورقة الطاقة مستغلة التداعيات الكارثية للحرب الدائرة في اوكرانيا، ثم انتقلت الى إلغاء معاهدة الصداقة مع اسبانيا وصولا الى وقف العمليات التجارية معها، وكل ذلك نكاية في المغرب ومحاولة لتوقيف الدينامية التي انخرطت فيها الدول الاوربية واعترافها تباعا بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية الصحر

اوية.

وأضاف بلوان في تصريح لموقع القناة الثانية، أنه أمام النجاحات والاختراقات التي حققتها المملكة المغربية انقسمت ردود الفعل الجزائرية المتعنتة، بين ضغوط شديدة استعملت فيها جميع الاوراق ضد اسبانيا بعد تقاربها التاريخي مع المغرب، ومزايا واغراءات سخية لاستمالة دول اخرى مثل ايطاليا والمانيا.


وتابع المتحدث ذاته بأنه "لا الضغوط ولا الاغراءات الجزائرية نجحت في تسميم العلاقات المغربية الاسبانية والأوربية المتميزة، وانقلب السحر على الساحر حيث أصبحت الجزائر معزولة اقليميا وزادت عزلتها الدولية بعد أن ظهرت امام أوروبا والولايات المتحدة الامريكية في موقف الابتزاز الذي يضرب عمق الشراكات الموثوقة."


وأشرا الخبير في العلاقات الدولية إلى أنّ هذه التصرفات الجزائرية المتشنجة توحي بأن النظام الحاكم في الجزائر فقد البوصلة السياسية والدبلوماسية، موضحاً أنه "أصبح غير قادر على الاستجابة لمطالب حليفه الروسي، ولا على المحافظة على علاقاته مع أوروبا والغرب، خاصة بعد دخول الاتحاد الاوربي على خط المواجهة التي فتحتها الجزائر مع اسبانيا وتنديده بعبارات شديدة بالتصرفات الجزائرية التي ارتأت أن تخفف من اجراءاتها الانتقامية ضد اسبانيا وباقي الدول الاوربية."


وأبرز حسن بلوان بأن التصرفات والضغوط الجزائرية لم تحقق أهدافها وإنما جاءت معكوسة تضرب في العمق المصالح الاستراتيجية للشعب الجزائري من جهة، ومن جهة أخرى فشلت في توقيف قطار النجاحات المغربية في ملف القضية الوطنية من خلال استمرار دعم اسبانيا واوربا لمقترح المغرب بالحكم الذاتي، وهو ما زاد من عزلة الجزائر وطموحاتها الانفصالية في المنطقة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بيان استنكاري ضد انتهاك رئيس الحكومة للسيادة اللغوية داخل البرلمان

هل يضحك الوزيران مزور وبنسعيد على المغاربة؟ رجل مع التعريب وأخرى مع الفرنسة

بيان ادانة لتصريحات مسؤول وزاري ضد جواب مزور حول اللغة الفرنسية